حفل تأبيني للراحل الدكتور عصام عبد الرزاق العطية

نظمت كلية القانون – جامعة بغداد ، حفلاً تأبينياً على روح فقيد العلم الأستاذ الدكتور المرحوم ( عصام عبد الرزاق العطية)  وذلك يوم الأحد الموافق 4/1/2015 في تمام الساعة الحادية عشرة صباحا على قاعة المؤتمرات في الكلية ، بحضور السيد عميد كلية القانون ( أ.د. جمال إبراهيم الحيدري ) ومعاوني العميد والكادر التدريسي ومنتسبي وطلبة الكلية وممثلين عن عائلة الفقيد.واشتملت  فعاليات حفل التأبين على باقة متنوعة من الكلمات تناوب على إلقائها عدد من السادة التدريسيين ، وافتتح الحفل ( أ.د. عباس زبون العبودي ) مرحبا في مستهل الحفل بالحضور الكرام ، وقد ألقى كلمة بحق الفقيد وصفه بأنه كان أستاذا عزيزا علينا وطيب المعشر وصاحب أدب وخلق رفيع ومحب للخير مستذكراً خصاله الحميدة إذ كان مصدر العلم لطلبته وله دور بارز في بناء وتأسيس هذه الكلية المعروفة اليوم ، وغير أن الإنسان الذي يرث هذا الخلق العالي الرفيع والأدب لم يمت ولايسعنا ألا أن نقول ان العين لتدمع وان القلب ليحزن ،وها هو اليوم  قد رحل و ترك لنا أرثا علميا كبيرا داعيا الجميع السير على خطاه وتمثل نهجه العلمية والاستفادة من سيرته الزاخرة بالعلم والمعرفة ، وبدا الحفل بتلاوة أية عطرة من الذكر الحكيم من قبل الطالب ( صالح شاكر )من المرحلة الرابعة ، وبعدها دعا الدكتور عباس العبودي جميع الحاضرين للوقوف دقيقة صمت لقراءة  سورة الفاتحة ترحما على روحه الطاهرة .ثم ألقى الأستاذ المتمرس (فخري عبد الرزاق ألحديثي )كلمته بهذا اليوم التأبيني للراحل وصفه بأنه علم ورائد من رواد أساتذة القانون الدولي المعروفين على الساحة العراقية والعربية وكان غاية في الوضوح والتسامح نزيهاً عفيف النفس واللسان وقد اقترنت صفاته بالسوية العلمية والأخلاقية .ثم أعقبه ( أ.م.د. هادي نعيم المالكي ) رئيس قسم القانون الدولي مستعرضا سيرته العلمية بانه من مواليد بغداد عام 1938 وحصل على شهادة البكالوريوس في القانون من كلية الحقوق – جامعة بغداد سنة 1962 ثم حصل على الدبلوم في الدراسات العليا في القانون الدولي العام من جامعة مونبيلة ـ فرنسا 1965 ثم الدكتوراه في القانون الدولي أيضا من جامعة مونبيلة – فرنسا سنة 1969،وقد تم تعيينه في كلية القانون – جامعة بغداد بتاريخ 19/11/1969 وحصل على لقب الأستاذ المساعد سنة 1987 وتولى رئاسة قسم القانون الدولي في الكلية من سنة 1981ولغاية أحالته على التقاعد سنة 2008،ثم تولى عمادة معهد العلمين للدراسات العليا سنة 2009، كما انه تولى مهمة الأشراف على 17 طالب دكتوراه و30 طالب ماجستير في القانون الدولي وشارك في العديد من المؤتمرات الخاصة بالقانون داخل العراق وخارجه كما شارك في العديد من اللجان المتخصصة في جامعة بغداد ووزارة التعليم العالي ووزارة الخارجية ، ولدية العديد من المؤلفات والبحوث في مجالات مختلفة في القانون الدولي لعل أهمها وأشهرها كتاب القانون الدولي العام الذي طبع للمرة الأولى سنة 1978واعيد طبعه مرات عديدة لعل أخرها طبعة سنة2012وهو الكتاب الذي يدرس في جميع صفوف كليات القانون في الجامعات العراقية . وبعد ذلك ألقى (أ .د. علي كاظم ألرفيعي ) كلمة بالمناسبة مستذكرا الموت بأبيات شعرية للشاعر المعروف الجواهري
مَنْ منكُمُ رغمَ الحياةِ وعيبها …….لم يحْتسبْ للموتِ ألْفَ حسابِ
أنا أبغضُ الموتَ اللئيمَ وَطيفَهُ …… بغضي طيوف مخاتل نصابِ
ذئبٌ تُرَصِّدُنِي وفوقَ نُيوبِهِ ……….دمُ اِخْوتِي وأقاربي وصحابي
وقد تحدث عن صفات وخصال الراحل عصام العطية بكونه أستاذاً متميزاً وجاد في عمله وكان متميزاً بالحرص والتسامح وخدم الكلية قرابة 38عاما وكان صاحب عطاء متميز ودور بارز في الكثير من المؤتمرات ، وأشار الى دور كلية القانون في استذكار الكثير من المخلصين في العمل .وفي مسك الختام  ألقى  السيد عميد كلية القانون – جامعة بغداد (أ.د. جمال إبراهيم الحيدري ) متحدثا أنها لحظات كبيرة من الحزن لنتذكر رجلا متميزاً خدم الكلية وكان صاحب سمعة طيبة وأخلاق متميزة ، وقد وصف فقدان الراحل بأنها خسارة كبيرة للكلية والجامعة عندما أحيل الى التقاعد ، وللمرة الثانية خسارته عندما رحل رائدا فريدا من الرواد الذين لايمكن تعويضهم  ، مؤكداً بالقول : لقد تعلمنا على يديه الكثير من العلم ، وأتمنى من الجميع السير على خطاه أدبا وخلقا وسلوكا ، متضرعاً الى الله سبحانه وتعالى أن يمن على أهله بالصبر والسلوان ويسكنه فسيح جناته.واختتم الدكتور عباس العبودي الحفل التأبيني بتقديم وافر الشكر والتقدير للسادة الحضور الكرام داعيا الله سبحانه وتعالى أن يحفظ الجميع ويبعد عنهم كل مكروه .


Comments are disabled.